والواجب التسليم لله عز وجل عند المقادير، وأن يرضى بذلك ويُسَلِّم، قال عز
وجل: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156].
فالاحتجاج بالقَدَر عند المصائب هذا مطلوب. أما الاحتجاج بالقدر على
المعاصي فهذا حرام ولا يجوز؛ لأن المعاصي من فعلك أنت، والواجب أنك تتركها، ولا تقل:
هي مقدرة عليَّ!! هي ما قُدِّرت عليك إلا بسبب فعلك أنت، فالواجب أن تتركها وتترك
أسبابها المؤدية إليها. أما المصائب التي ليس لك فيها اختيار، وليس لك فيها تدبير،
فتسندها إلى الله عز وجل وتَرضى وتُسَلِّم.
هذا هو سبيل المؤمنين، وهذا الباب هو من هذا القبيل، أن الرضا بالقضاء
والقدر من مكملات التوحيد أو من أصول التوحيد وأركان الإيمان.
قوله: «باب ما جاء في اللَّوِّ»
يعني: كلمة «لو»، أدخل عليه المصنف «أل»، وهي لا تدخل على الحروف والأفعال،
إنما تدخل على الأسماء فقط، لكن هذا من باب التسامح في التعبير.
و «لو»: حرف امتناع لامتناع، فتقول مثلاً: «لو جاء زيد لأكرمته»، امتنع إكرامه لأنه لم يجئ، لامتناع مجيئه.
أما «لولا»: فهي حرف امتناع لوجود، فتقول: «لولا الله ما اهتدينا»، أي: لولا وجود
فضل الله وكرم الله، ما حصلت لنا الهداية.
قال: «وقول الله عز وجل: ﴿يَقُولُونَ
لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ﴾ » لما أصاب المسلمين في غزوة أُحُد ما أصابهم، واستُشهد
منهم سبعون شهيدًا؛ لم يَرْضَ المنافقون بقضاء الله وقدره، فقالوا: