×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

ثانيًا: إذا اعتقد أنها تتصرف في الكون، فقد أشرك بالله عز وجل.

قال: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ»، يعني: رأيتم شدة الريح وقوتها، وخَشِيتم أن تضركم في أنفسكم وأموالكم، «فَقُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرِّيحِ وَخَيْرِ مَا فِيهَا وَخَيْرِ مَا أُمِرَتْ بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ وَشَرِّ مَا فِيهَا وَشَرِّ مَا أُمِرَتْ بِهِ» أي: توجهوا إلى الله بالدعاء، توجهوا إلى الذي يملكها ويرسلها أن يكفيكم شرها. هذا هو العلاج، أما سب الريح فلا يجدي شيئًا؛ لأن الله عز وجل هو الذي أرسلها، فاسألوه أن يعطيكم من خيرها ويقيكم شرها.

لأن الريح تأتي بالخير: من إثارة السُّحُب، وسَوْقها، وتأليفها، وتلقيحها، وتسيير السفن في البحر... وغير ذلك.

وتأتي بالشر: من الهلاك، وإتلاف المحاصيل والمزارع، وهدم المباني، وإشعال الحرائق... وغير ذلك.

هكذا شأن المسلم إذا رأى ما يَكره يتوجه إلى الله بالدعاء، وهذا هو التوحيد بل هو أعظم التوحيد.

**********


الشرح