×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قال عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ [يونس: 22]، إذا وقعوا في الشدة وعاينوا الهلاك نَسُوا الأصنام والمعبودات وأخلصوا الدعاء لله عز وجل ﴿فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ [يونس: 23]، لما أخرجهم وأنجاهم نكثوا العهد مع الله عز وجل. وهذه طبيعة الإنسان إلا مَن هدى الله سبحانه وتعالى.

الحاصل: أن هذه الريح تَجري بأمر الله عز وجل، وهي آية من آيات الله، لا يجوز سبها؛ لأن سبها ينصرف إلى خالقها ومُرسِلها، وهو الله عز وجل، فهي لا تفعل شيئًا من اختيارها، إنما هي مُدبَّرة ومأمورة، تَجري بأمر الله سبحانه وتعالى، فلا يتوجه إليه ذم أو لوم أو سب... أو غير ذلك.

ثم ذَكَر الشيخ رحمه الله حديثًا في النهي عن سب الريح، عن أُبَي ابن كعب، وهو: أبو المنذر أُبَي بن كعب الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنه، أقرأ الصحابة لكتاب الله عز وجل. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا الرِّيحَ...»، هذا نَهْي منه صلى الله عليه وسلم عن سب الريح وذمها؛ لأنها خَلْق من خلق الله، لا يتوجه إليها ذم، فمَن ذمها توجه ذمه إلى الذي أرسلها وخَلَقها، وهذا نقص في التوحيد، وإذا كان يعتقد أن الريح تَخلق مع الله وتُدبِّر مع الله فهذا شرك أكبر يُخْرِج من الملة.

فسب الريح فيه محظوران:

أولاً: أنه سب لله عز وجل.


الشرح