×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قال صلى الله عليه وسلم: «يَا عُمَرُ، هَلْ تَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قاَل: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»، هذا فيه دليل على أن المَلَك لا يأتي في صورته المَلَكية؛ لأن الناس لا يطيقون رؤيته على صورته المَلَكية، وإنما يأتي في صورة إنسان حتى لا ينفر الناس منه. وغالبًا ما يأتي جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل وعنده أصحابه؛ كسائر السائلين والطلاب، لا يتميز عنهم؛ لأجل أن لا ينفروا.

وفي هذا دليل على أن الملائكة تتشكل بأشكال حَسَب المصلحة، وقد أعطاهم الله القدرة على ذلك؛ لأجل مصلحة البشر. والناس لا يرون الملائكة إلا عند العذاب - والعياذ بالله - وكذلك عند الموت تَظهر الملائكة ويراهم بنو آدم، قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا [الفرقان: 22]، أما قبل ذلك فالناس يرونهم في صور لا تختلف عن صور الناس.

لكن لماذا جاء؟ ولماذا جلس؟ ولماذا...؟

جاء الجواب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»، فهو لا يَسأل ليتعلم، وإنما يَسأل ليُعَلِّم.

فهذا فيه دليل على أن السؤال والجواب من طرق التعليم، بل من أبلغ طرق التعليم أن يكون عن طريق السؤال والجواب. وهي طريقة تربوية جيدة معروفة.

قوله: «يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» فيه دليل على أن الدين يتكون من ثلاث مراتب، بعضها أفضل من بعض:


الشرح