قوله:
عن عُبَادة بن الصامت: حديثه هذا رواه أبو داود، ورواه الإمام أحمد بكماله، قال:
حدثنا الحسن بن سَوَّار، حدثنا ليث، عن معاوية، عن أيوب بن زياد، حدثني عُبَادة بن
الوليد بن عُبَادة، حدثني أبي قال: «دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ، وَهُوَ مَرِيضٌ
أَتَخَايَلُ فِيهِ الْمَوْتَ فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ أَوْصِنِي وَاجْتَهِدْ لِي.
فَقَالَ: أَجْلِسُونِي. فَلَمَّا أَجْلَسُوهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ
تَطْعَمَ طَعْمَ الإِْيمَانِ، وَلَنْ تَبْلُغْ حَقَّ حَقِيقَةِ الْعِلْمِ
بِاللَّهِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا
أَبَتَاهُ وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ مَا خَيْرُ الْقَدَرِ مِنْ شَرِّهِ؟ قَالَ:
تَعْلَمُ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ
يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ. يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ، ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ
فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
«يَا بُنَيَّ إِنْ مِتَّ وَلَسْتَ عَلَى ذَلِكَ دَخَلْتَ النَّارَ» ([1]). رواه الترمذي
بسنده المتصل إلى عطاء بن أبي رباح.
وفي
هذا الحديث ونحوه بيان شمول علم الله تعالى وإحاطته بما كان ويكون في الدنيا
والآخرة، كما قال تعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ
سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ
بَيۡنَهُنَّ﴾ الآية [الطلاق: 12]، والآيات في إثبات القدر
كثيرة.
وقد
استدل العلماء على إثبات القدر بشمول القدرة والعلم، كما في الآية.
قال الإمام أحمد: القدر قدرة الرحمن.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22705).