وقال
بعض الأئمة في نفاة القدر: ناظِروهم بالعلم، فإن أقروا به خُصِموا، وإن جَحَدوه
كفروا.
**********
هذا عُبَادة بن الصامت رضي الله عنه، أحد السابقين الأولين إلى الإسلام -
جاءه ابنه وهو في سياق الموت، فقال: «يَا
أَبَتَاهُ أَوْصِنِي» فأوصاه رضي الله عنه بهذه الوصية العظيمة، وذَكَر فيها
أن مَن لا يؤمن بالقضاء والقدر لا يجد طعم الإيمان، فدل على نفي الإيمان عمن لم
يؤمن بالقضاء والقدر.
وطعم الإيمان: هو الراحة القلبية والطُّمأنينة النفسية التي يجدها
المؤمن عندما يصيبه شيء، حيث يعلم أن هذا قضاء وقدر، فيَرْضَى بذلك ويُسَلِّم.
هذه فائدة الإيمان بالقضاء والقدر، أن مَن آمن به وجد الراحة النفسية،
واطمأن قلبه، وقَرَّتْ عينه: فإن أصابته سَرَّاء شكر وإن أصابته ضراء صبر؛ ذلك
لقوة إيمانه، فلا يَبْطَر عند النعمة ولا يَكفر عند النقمة.
ومفهوم ذلك أن مَن لم يؤمن بالقضاء والقدر فإنه يفقد هذا الطعم
وهذه الطُّمأنينة، بل يصبح في قلق وفي هم وغم وحزن، لا يشكر عند نعمة ولا يصبر عند
نقمة؛ لأنه مضطرب الاعتقاد مضطرب القلب.
ثم استدل عُبَادة رضي الله عنه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه طريقة الصحابة والراسخين في العلم، أنهم يَذكرون الدليل على ما
يقولون، ولا يأتون بشيء من عند أنفسهم.
قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ»»، والقلم مخلوق من
مخلوقات الله عز وجل، خلقه الله ليَكتب بأمره