×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

«فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

وفي هذا دليل على أن كل شيء يَحْدُث في هذا الكون من أوله إلى آخره - مُقَدَّر ومكتوب في اللوح المحفوظ، لابد من وقوعه، شئنا أم أبينا، ولو اتخذنا جميع الاحتياطات لمنعه ما قدرنا!

فإذا آمنتَ بذلك، اطمأنتْ نفسك وارتاح ضميرك وزاد يقينك بالله عز وجل.

فهذا فيه أن القلم مخلوق، وأنه كَتَب بأمر الله.

ولكن ما معنى قوله: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ»؟ هل القلم أول المخلوقات؟

اختلف أهل العلم في ذلك على قولين:

القول الأول: منهم مَن أَخَذ بظاهر الحديث، إذ رُوي: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ» فيكون «أول» مبتدأ، و «القلم» خبر. وفَسَّر الحديث بأن القلم هو أول المخلوقات.

القول الثاني: ومنهم مَن قرأ بالفتح: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ» وقال: إن المراد الإخبار بأن الله أَمَر القلم بالكتابة أول ما خلقه، وليس هو أول المخلوقات. ويكون الكلام جملة واحدة: «أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، قَالَ لَهُ: اكْتُبْ».

أما على الرواية الأولى: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ» فهذه جملة مستقلة، والجملة الثانية: «قَالَ لَهُ: اكْتُبْ».


الشرح