والجهال وأهل الضلال
ويسألهم، بل يسأل أهل العلم الراسخين الأتقياء.
فهؤلاء ذهبوا إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم وأتقى أهل
زمانهم.
فالأولان ذهبا إلى ابن عمر، جاءا إليه من العراق يسألانه وهو في مكة!!
وهذا عبد الله بن فيروز يسأل هؤلاء الصحابة الأجلاء!
فدل على أن أصول الإيمان وأصول العلم وأصول الدين أمر مهم، يُرجع فيه إلى
الأكابر من أهل العلم والراسخين في العلم، ولا يُرجع فيه إلى الجهلة أو المتعالمين
أو علماء الزيغ والضلال.
والآن نجد أن طائفة من المتعالمين صاروا يجترون مسائل الإيمان ويناقشونها،
ويؤلفون فيها مؤلفات؛ مثل: مسألة «هل
العمل من الإيمان أو خارج الإيمان؟».
وهذا من الضلال ومن مبادئ الشر، والواجب الرجوع إلى كتب أهل العلم الراسخين
في العلم في هذه المسائل، وأن لا تُجعل مسائل العقيدة ومسائل الإيمان عِلْكة في
ألسنة الناس يتلاوكونها في المجالس، مثل: «هل
الأعمال من الإيمان أو خارج الإيمان؟» «هل
الأعمال شرط في الإيمان؟» «هل الإيمان
هو التصديق؟». كل هذه أمور لا يجوز الخوض فيها؛ لأنها أمور مفروغ منها ومدروسة
ومسجلة في كتب أهل العلم، فلا يجوز لنا الآن أن نجعلها مجالاً للتساؤلات
والتشكيكات، ونسأل فيها مَن هب ودب.
**********
الصفحة 22 / 427