×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فالإنسان يتأسف إذا فاتته الطاعة، أو فاته الخير، أو فاته قيام الليل، أو فاته الجهاد في سبيل الله، ويلوم نفسه أنها قصرت في جانب الله. ولا يترك الطاعة والعبادة ويقول: هذا قضاء الله وقدره!

ففَرْق بين التسخط على قضاء الله وقدره، وبين التأسف على فوات فعل الخير.

قوله: «وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ» هذا من الأدلة على كفر منكر القضاء والقدر، وأن مَن مات على إنكار القضاء والقدر صار من أهل النار.

فالألفاظ تضافرت في هذه الأحاديث وتدل على أن كفر من أنكر القضاء والقدر: «لاَ يُؤْمِنُ»، «لاَ يَجِدُ طَعْمَ الإِْيمَانِ»، «أَحْرَقَهُ اللهُ عز وجل في النَّارِ»، «فَلَيْسَ مِنِّي».

قوله: «قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ» هؤلاء أربعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم تطابقت أقوالهم وفتياهم: أُبَي بن كعب، عبد الله بن مسعود، زيد بن ثابت، حذيفة بن اليمان - كلهم توافقوا على هذا الفتوى، وقَبْلهم ابن عمر وعُبَادة بن الصامت، رضي الله عنهم، تطابقت أقوالهم وهم من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذا الحديث دليل على مسألة عظيمة، وهي: أن مَن أشكل عليه شيء يجب عليه الرجوع إلى أهل العلم، ولا يرجع إلى المتعالمين


الشرح