×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وآدم وزوجه عليهما السلام لما وقعا في المعصية ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الأعراف: 23]، لم يحتجا بالقضاء والقدر، بل أرجعا اللوم إلى أنفسهما واعترفا بذنبهما، فغفر الله لهما.

فهذا هو واجب العبد، أن يعمل الطاعات والحسنات ويترك السيئات وإذا وقع في شيء من الذنوب والمعاصي يرجع إلى نفسه باللوم ويتوب إلى الله عز وجل، ولا يحتج بالقضاء والقدر، إنما هذه طريقة إبليس ولم تنفعه، بل زادته من الله بعدًا ولعنة، وهذا لا يجديه شيئًا، بل الذي يجديه أنه يعترف بذنبه ويتوب إلى ربه، والله يتوب على من تاب، وباب التوبة مفتوح لمن أراد التوبة.

بل الله تعالى أمره بالتوبة ووعده بأن يتوب عليه وأن يمحو عنه الذنوب. فإذا أذنب واحتج بالقضاء والقدر، أضاف ذنبًا إلى ذنب. وإذا أذنب وتاب إلى الله فإن الله يتوب عليه.

هذا هو واجب العبد في هذه القضية العظيمة، ولا يشغل نفسه بالسؤال عن القضاء والقدر؛ لأنه لن يصل إلى نتيجة، ولن يستقيم إيمانه حتى يؤمن بالقضاء والقدر، وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمن نازعه في القدر: «القدر سر الله فلا تفشه».

فلينتبه العبد لذلك، ولا يخاصم ربه عز وجل ويَدخل في جدال لا فائدة من ورائه، ويرجع إلى العمل الصالح والتوبة من الذنوب.


الشرح