×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

وَشَرِّهِ» قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِْحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا، بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الأَْمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ، رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: «يَا عُمَرُ، هَلْ تَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ».

**********

 هذا ابن عمر رضي الله عنهما لما بلغه ظهور القدرية الذين ينكرون القدر - حَلَف بالله فقال: «والذي نفس ابن عمر بيده، لَوْ كَانَ لأَِحَدِهِمْ» أي: الذين ينكرون القضاء والقدر «مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَبًا» لو كان لأحدهم مثل هذا الجبل العظيم ذهبًا، والذهب أَنْفَس الأموال، «ثُمَّ أَنْفَقَهُ،فِي سَبِيلِ اللَّهِ» أنفقه في طاعة الله، وفي الجهاد في سبيل الله، وهو أعظم المصارف، ثم جحد القضاء والقدر، «مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» هذا دليل على كفر منكر القضاء والقدر، وأن ذلك يُحبط أعماله ولو كانت من أعظم الأموال الجهاد والصدقة.

قوله: «ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»»، لم يأتِ ابن عمر بهذا القول من عنده، إنما استَدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عَدَّ فيه الإيمان بالقدر خيره وشره من أركان الإيمان الستة.


الشرح