قوله:
وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ
النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ...» ([1]) قوله: وفيه عن
ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النَّاسِ
قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ
يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ
شَهَادَتَهُ».
قوله:
«ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ...» إلخ: وذلك لضعف الإيمان، والرغبة في الدنيا وأخذها
بالقلوب، وكثرة المعاصي والذنوب.
**********
في هذين الحديثين: حديث
عِمران بن حُصَيْن رضي الله عنه، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله
عليه وسلم بما أطلعه الله عليه من الغيب المستقبل -وهذا من علامات نبوته صلى الله
عليه وسلم - قال: «خَيْرِكُمْ قَرْنِي...»
أي: خير هذه الأمة القرن الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة.
والقرن: يراد به الجماعة أو الأمة من الناس. ويراد به الجيل من الناس. ويطلق القرن
-أيضًا - على الزمان، فيقال: «قرن من
الزمان»، يعني: مِائة سنة من الزمان.
فقوله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرِكُمْ
قَرْنِي» أي: الصحابة، رضي الله عنهم.
فهذا دليل على فضل الصحابة، وأنهم أفضل القرون، ولا أحد يلحق بهم في الفضل مهما عَمِل من الأعمال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ!!» ([2])، وذلك لسابقتهم في الإسلام، وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهادهم معه، ففضائلهم لا ينالها أحد بعدهم.
([1]) اخرجه: البخاري رقم (3651)، ومسلم رقم (2533).