×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ...» ([1]) قوله: وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ».

قوله: «ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ...» إلخ: وذلك لضعف الإيمان، والرغبة في الدنيا وأخذها بالقلوب، وكثرة المعاصي والذنوب.

**********

 في هذين الحديثين: حديث عِمران بن حُصَيْن رضي الله عنه، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بما أطلعه الله عليه من الغيب المستقبل -وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم - قال: «خَيْرِكُمْ قَرْنِي...» أي: خير هذه الأمة القرن الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الصحابة.

والقرن: يراد به الجماعة أو الأمة من الناس. ويراد به الجيل من الناس. ويطلق القرن -أيضًا - على الزمان، فيقال: «قرن من الزمان»، يعني: مِائة سنة من الزمان.

فقوله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرِكُمْ قَرْنِي» أي: الصحابة، رضي الله عنهم.

فهذا دليل على فضل الصحابة، وأنهم أفضل القرون، ولا أحد يلحق بهم في الفضل مهما عَمِل من الأعمال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ!!» ([2])، وذلك لسابقتهم في الإسلام، وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وجهادهم معه، ففضائلهم لا ينالها أحد بعدهم.


الشرح

([1])  اخرجه: البخاري رقم (3651)، ومسلم رقم (2533).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2541).