قوله:
«وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ»: يدل على أن الخيانة قد غلبت على كثير منهم أو
أكثرهم.
«وَيَنْذُرُونَ
وَلاَ يوفُونَ» أي: لا يؤدون ما وجب عليهم.
فظهور
هذه الأعمال الذميمة يدل على ضعف إسلامهم وعدم إيمانهم.
قوله:
«وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ»؛ لرغبتهم في الدنيا وشهواتها، وقلة الإيمان باليوم
الآخِر.
وفي
حديث أنس: «لاَ يَأْتِي عَلى النَّاس زَمَانٌ إِلاَّ والَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ
مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ»، قال أنس: سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
([1]).
فما
زال الشر يَزيد في الأمة، حتى ظهر الشرك والبدع في كثير منهم، حتى فيمن ينتسب إلى
العلم ويتصدر للتعليم والتصنيف.
فحدث
التفرق والاختلاف في الدين، وحدث الغلو في أهل البيت من بني بُوَيْه في المشرق لما
كان لهم دولة، وبَنَوُا المساجد على القبور، وغَلَوْا في أربابها، وظهرت دولة
القرامطة، وظهر فيهم الكفر والإلحاد في شرائع الدين، ومذهبهم معروف، وظهر فيهم من
البدع ما يطول عده، وكثر الاختلاف والخوض في أصل الدين!!
وما زال أهل السنة على الحق، ولكن كثرت البدع والأهواء، حتى عاد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، نشأ على هذا الصغير، وهَرِم عليه الكبير.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7068).