قوله:
وفي الصحيح أي: صحيح مسلم. وأخرجه أبو داود والترمذي. ورواه البخاري بلفظ:
«خَيْرِكُمْ» ([1]).
قوله:
عن عِمران بن حُصَيْن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خَيْرُ أمتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُمْ،». قَالَ عِمْرَانُ: فَلاَ أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ مرتين
أَوْ ثَلاَثًا - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ
يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يوفون،
وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» ([2]).
قوله:
«خَيْرُ أُمتي قَرْنِي»: لكثرة الخير فيهم وقلة الشر، وشدة الإنكار على مَن خالف
الحق وابتدع؛ كالخوارج والقدرية والجهمية... ونحوهم.
«ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»: فُضِّلوا على مَن بعدهم؛ لظهور الإسلام فيهم، وكثرة العلم
والعلماء.
وأما
القرن الثالث فظهرت فيهم البدع، لكن أنكرها العلماء وتصدى كثير منهم لإنكارها
والرد على مَن قالها، وهم كثيرون.
قوله:
«فَلاَ أَدْرِي: أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟»: هذا شك من
راوي الحديث عِمران بن حُصَيْن.
ثم ذَكَر ما وقع بعد القرون الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الأهواء، فقال: «ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ»؛ لاستخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحريهم الصدق، وكذلك لقلة دينهم وضعف إسلامهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).