×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: وفي الصحيح أي: صحيح مسلم. وأخرجه أبو داود والترمذي. ورواه البخاري بلفظ: «خَيْرِكُمْ» ([1]).

قوله: عن عِمران بن حُصَيْن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ أمتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،». قَالَ عِمْرَانُ: فَلاَ أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ مرتين أَوْ ثَلاَثًا - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يوفون، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» ([2]).

قوله: «خَيْرُ أُمتي قَرْنِي»: لكثرة الخير فيهم وقلة الشر، وشدة الإنكار على مَن خالف الحق وابتدع؛ كالخوارج والقدرية والجهمية... ونحوهم.

«ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»: فُضِّلوا على مَن بعدهم؛ لظهور الإسلام فيهم، وكثرة العلم والعلماء.

وأما القرن الثالث فظهرت فيهم البدع، لكن أنكرها العلماء وتصدى كثير منهم لإنكارها والرد على مَن قالها، وهم كثيرون.

قوله: «فَلاَ أَدْرِي: أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ مَرتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟»: هذا شك من راوي الحديث عِمران بن حُصَيْن.

ثم ذَكَر ما وقع بعد القرون الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الأهواء، فقال: «ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ»؛ لاستخفافهم بأمر الشهادة وعدم تحريهم الصدق، وكذلك لقلة دينهم وضعف إسلامهم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).

([2])  اخرجه: البخاري رقم (6064)، ومسلم رقم (2535).