×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وهم يتفاضلون فيما بينهم رضي الله عنهم، ولكن هم بالجملة لا أحد يساويهم في الفضل.

وهذا فيه دليل على فضل الصحابة رضي الله عنهم، فكل مَن صَحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم فله هذا الفضل، وله هذه الخيرية، وأنه خير ممن جاء بعده، ولكن هم يتفاضلون فيما بينهم لا شك، فالمهاجرون أفضل من الأنصار، وأهل بدر أفضل من غيرهم، وأهل بيعة الرِّضوان وأهل فتح مكة والخلفاء الأربعة أفضل من غيرهم، وبقية العَشَرة الذين شَهِد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة أفضل من غيرهم.

أما بالنسبة لغيرهم فلن يلحقهم أحد من الأمة، مهما بلغ من العمل والصلاح.

قوله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» وهم قرن التابعين الذين أدركوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلموا عليهم. فالتابعون يأتون بعد الصحابة في الفضيلة «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» وهم أتباع التابعين؛ لأنهم أدركوا التابعين وأخذوا عنهم.

ولأن هذه القرون لم تظهر فيها البدع والمحدثات، بل كانت السُّنة ظاهرة، وإذا حدثت بدعة أنكروها، وكانت البدع خفية في زمانهم مقهورة، والسُّنة ظاهرة في عهدهم. وإنما انتشرت البدع والشرور بعد القرون المفضلة.


الشرح