×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 قال عِمران رضي الله عنه: «فَلاَ أَدْرِي: أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا؟» يعني: شَكَّ عِمران رضي الله عنه هل تكون القرون ثلاثة -الصحابة، والتابعون، وأتباع التابعين - أم هي أربعة قرون؟ المتيقن منه أنها ثلاثة قرون، لكن هل هناك قرن رابع؟ الله أعلم، هذا لم يَثبت.

وحديث ابن مسعود أيضًا مثل حديث سلمان في الثناء على القرون المفضلة: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» هذا يؤكد أن القرون ثلاثة.

فهذان الحديثان يدلان على فضل القرون الثلاثة: قرن الصحابة ثم يليه قرن التابعين، ثم يليه أتباع التابعين، فهؤلاء هم القدوة للأمة وهم السلف الصالح، ومَن جاء بعدهم وسار على نهجهم فإنه لاحق بهم، ومَن خالفهم فإنه يكون متخلفًا عنهم.

فهذا فيه فضل السلف على الخلف في العلم والعمل والاتباع.

ففيه رَدٌّ على المتكلمين وأهل الأهواء الذين يقولون: إن طريقة السلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم!!.

وهذا غلط، فالسلف أعلم قرون هذه الأمة وأحكمها وهم أسلمها؛ لأن السلامة لا تكون إلا مع العلم.

وهذا الذي يقول هذه المقالة يناقض نفسه؛ لأن السلامة لا تحصل إلا مع العلم، فالسلف أسلم وأعلم وأحكم ممن جاء بعدهم؛ لثناء الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم، وشهادته لهم بالخيرية المطلقة.


الشرح