×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 بل الضرب وسيلة قوية لتربية الأولاد، لكنه يكون ضربًا يتناسب مع الأولاد، لا يكون ضربًا مبرحًا.

والله عز وجل جَعَل للزوج أن يضرب زوجته إذا نشزت: ﴿وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ [النساء: 34]، هذا أيضًا من التربية.

وقال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ» ([1])، فجَعَل الضرب على ترك الولد للصلاة في سن العاشرة؛ لأنه قارب البلوغ.

فالضرب في الإسلام مشروع لأجل التربية والتأديب، وليس هو من الوسائل الوحشية، بل هو من وسائل الرحمة بالطفل.

ويقول الشاعر في ذلك:

اضرب وليدك تأديبًا على رَشَدٍ **** ولا تقل هو طفل غير محتلمِ

فرُبَّ شَقٍّ برأسٍ جَرَّ منفعة **** وقس على شَق رأس السهم والقلمِ

فالوالد يَرحم ولده، لكن يضربه عند المخالفة، ولا يتنافى هذا مع رحمته بل هذا من رحمته؛ لأنه يؤدبه ويجنبه ما يضره.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والبزار رقم (9823)، والحاكم رقم (708).