×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: وقال إبراهيم: «وَكَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ»: هكذا حال السلف الصالح محافظة منهم على الدين الذي أكرمهم الله به، فلا يَتركون شيئًا مما يُكره إلا أنكروه. وفيه: تمرين الصغار على دينهم بالتعليم.

**********

 قال إبراهيم النَّخَعي، من كبار التابعين، ومن تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنه، وأحد رواة حديث ابن مسعود الذي سبق.

«كَانُوا يَضْرِبُونَنَا» أي: كان السلف الصالح يضربون الصبيان الصغار.

«عَلَى الشَّهَادَةِ، وَالعَهْدِ» إذا شَهِد الصبي ضربوه من أجل أن يتجنب الشهادة. وإذا حلف ضربوه من أجل أن يتجنب اليمين ويعظمها، ويَعرف أن اليمين لها حرمة، والشهادة لها حرمة فلا يتساهل فيهما، وهذا من أجل تربية النشء.

ففي هذا الأثر دليل على مشروعية الضرب لأجل التربية والتأديب.

فإذا حصل من الصغير مخالفة فإن وليه له أن يضربه إذا رأى أن النهي بالقول فقط لا يكفي؛ لأنه قد لا يدرك معنى النهي، فإذا ضربه أدرك معنى الألم وعَرَف أنه أخطأ، فلا يعود ثانية إلى هذا الشيء ويكرهه، فيغرس الكراهية في قلبه للأشياء المخالفة.

فدل هذا على أن الضرب وسيلة من وسائل التربية، لا كما يزعم الأوروبيون ومَن تتلمذ عليهم من أن الضرب لا يجوز، وأنه قسوة وأنه... وأنه... إلى آخره.


الشرح