×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 المنافقين: ﴿وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ٧٥فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُم مِّن فَضۡلِهِۦ بَخِلُواْ بِهِۦ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ ٧٦ [التوبة: 75- 76].

فدل على وجوب الوفاء بالنذر إذا كان نذر طاعة.

وإن كان نذر معصية فلا يجوز الوفاء به، بل يجب تركه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلاَ يَعْصِهِ» ([1]).

فإن كان نذرًا مباحًا فهذا يُخَيَّر بين فعله والكفارة: إما أن يفعل المباح، وإما أن يُكفِّر عن يمينه.

قوله: «وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» مع هذه الصفات الذميمة يَظهر فيهم السِّمَن؛ لأنهم يكون عندهم رغبة في الدنيا والأكل والشرب والرفاهية، ويَنْسَون الآخرة، ولا يُتعبون أنفسهم بالجهاد والصيام والصلاة والتهجد بالليل، ولا يكون عندهم نَصَبٌ في العبادة وتعب في الطاعة كما كان عند الصالحين؛ فلذلك يَظهر فيهم السِّمَن، فالسِّمَن صفة ذم إذا كان سببه الرفاهية والتكاسل عن العبادات.

الشاهد من الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: «تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ»، وقوله: «يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ» فهذا دليل على تساهلهم في اليمين والشهادة، وهذا نقص في التوحيد؛ ولذلك أورده المصنف في هذا الباب.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6696).