×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

فيجب على العبد أن يكون أمينًا فيما اؤتمن عليه، فإن خان فإن الله سبحانه وتعالى تَوَعَّد الخائنين، قال عز وجل: ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ [يوسف: 52]، وقال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَخُونُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ وَتَخُونُوٓاْ أَمَٰنَٰتِكُمۡ وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الأنفال: 27] إلى غير ذلك من الآيات التي تُعَظِّم من شأن الأمانة وتـأمر بحفظها وأدائها كما تَحَمَّلها الإنسان.

فأَمْر الأمانة أمر عظيم، وصَدْر هذه الأمة كانوا أمناء، لكن يجيء بعدهم قوم يخونون في أماناتهم، وهذا من علامات الساعة، قال عز وجل ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا [الأحزاب: 72].

قوله: «وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ» أي: يَنذرون الطاعات والعبادات ولا يوفون بها، بل يستثقلونها ويتهاونون بالنذر. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ» ([1])، وقال عز وجل يمدح المؤمنين: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا [الإنسان: 7]، وقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٍ [البقرة: 270]، وقال عز وجل: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ [الحج: 29].

فإذا نذر الإنسان طاعة فإنه يجب عليه الوفاء بالنذر.

فإن كان يَنذر ولا يُوفي بنذره فهذا من هذا الصنف الذي وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم ينذرون ولا يُوفون، وقد قال الله عز وجل في صفات


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6696).