أن النبي صلى الله عليه
وسلم سُئِل: متى الساعة؟ فقال: «ذَلِكَ
عِنْدَ حَيْفٌ الأَئِمَّةُ، وَتَصْدِيقٌ بِالنُّجُومِ، وَتَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ،
وَحِينَ تُتَّخَذُ الإِْمَامَةِ مَغْنَمًا وَالصَّدَقَةُ مَغْرَمًا وَالْفَاحِشَةُ
زِيَادَةِ» ([1])، وهذا شيء ظاهر في
الناس.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلُ
مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمْ الأَمَانَةُ، وَآخَّرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْهُ
الصَّلاَةِ» ([2])، وهذا من علامات
الساعة، تَغلب الأهواء والشهوات على الأمانة.
والخيانة في الأمانة من صفات المنافقين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ
كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» ([3]).
فالخيانة في الأمانة، سواء أكانت هذه الأمانة مالاً أم كانت سرًّا من
الأسرار، أم كانت عملاً من الأعمال!!
كالموظف الذي يُوكَّل إليه أن يقوم بعمل فيخون فيه. والمقاول الذي تَعَهَّد
بإقامة عمل أو مشروع من المشاريع، فخان فيه وغش فيه.
فالخيانة قد تكون في الأموال، وقد تكون في الأسرار التي يؤتمن عليها، إما
من الأفراد وإما من ولاة الأمور.
وكذلك تكون الأمانة في الأعمال والعهود التي يتعهد بها، فيجب عليه أن يفي بما التزم به وما عُهِد إليه القيام به، سواء أكان عملاً وظيفيًّا أم كان عملاً مهنيًّا... أم غير ذلك.
([1]) أخرجه: البزار (507).