قوله:
وعن سلمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ
اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ:
أُشيمط زَانٍ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّه بضاعته لاَ
يَشْتَرِي إِلاَّ بِيَمِينِهِ وَلاَ يَبِيعَ إِلاَّ بِيَمِينِهِ» ([1]). رواه الطبراني
بسند صحيح، وسلمان: لعله سلمان الفارسي أبو عبد الله، أسلم مَقْدَم النبي صلى الله
عليه وسلم المدينة، وشهد الخندق، روى عنه عثمان النهدي وشُرَحْبِيل بن السِّمْط،
وغيرهما. قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ» ([2])، «إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً: إِنَّ عَلِيًّا مِنْهُمْ، وَأَبُو ذَرٍّ
الْغِفَارِيُّ، وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَْسْوَدِ
الْكِنْدِيُّ». أخرجه الترمذي ([3]). وتُوفي سلمان في
خلافة عثمان.
ويحتمل
أنه سلمان بن عامر بن أوس الضبي.
قوله:
«لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ»: هذا وعيد شديد في حقهم؛ لأنه قد تواتر أنه يكلم أهل
الإيمان ويكلمونه في عَرَصات القيامة، والأدلة على ذلك في الكتاب والسُّنة
أَظْهَرُ شيء وأَبْيَنُه. وفيه الرد على الجهمية والأشاعرة نفاة الكلام.
قوله:
«وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»: هذا من تمام العقوبة عليهم.
وفي هذا الوعيد الشديد ما يَزْجُر مَن له عقل عن هذه الأعمال السيئة ونحوها.
([1]) أخرجه: الطبراني في الكبير رقم (6111).