×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: «أشيمط»: صَغَّره تحقيرًا له، وذلك لأن داعي المعصية ضَعُف في حقه، فدل على أن الحامل له على الزنا محبته المعصية والفجور وعدم خشيته لله.

وكذلك: «عَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ» ليس له ما يحمله على الكِبْر، فدل على أنه خُلُق له، فعَظُمت العقوبة في حقه؛ لعدم الداعي إلى هذا الخلق الذميم الذي هو من أكبر المعاصي.

قوله: «وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّه بُضَاعَتهِ»: بنصب الاسم الشريف، يعني: اليمين بالله عز وجل جعله بضاعة له لكثرة استعماله.

**********

قوله: «عن سلمان» الظاهر أنه سلمان الفارسي رضي الله عنه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»» هذه ثلاث عقوبات متتالية:

العقوبة الأولى: «لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ»؛ لأن الله سبحانه وتعالى يكلم المؤمنين في الآخرة إكرامًا لهم، يكلمهم في عَرَصات القيامة ويكلمهم بعد أن يدخلوا الجنة.

لكن هناك مَن يُحْرَم هذا الفضل العظيم وهذه النعمة الجليلة، فلا يكلمه الله، ومنهم هؤلاء الثلاثة.

وهذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وأنه يتكلم إذا شاء كيف شاء سبحانه وتعالى، فالكلام صفة من صفاته الفعلية الثابتة له.

وفيه رَدٌّ على الجهمية والمعتزلة الذين ينفون صفة الكلام عن الله عز وجل.


الشرح