قوله:
«ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ»
يعني: المدينة إذ ذاك. وهذا يدل على أن الهجرة واجبة على كل مَن آمن وهو في بلد
الشرك، وكذلك إذا ظهرت المعاصي في بلده. نص عليه الفقهاء في كتبهم.
قوله:
«فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا...» يعني: أن مَن أسلم ولم يجاهد ولم
يهاجر من البداوة، لم يُعْطَ من الخمس ولا من الفيء شيئًا.
**********
قوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ
الْمُهَاجِرِينَ» إذا أسلمتْ هذه القبيلة التي غزوتَها، فإنك تدعوهم إلى
الهجرة من بلادهم إلى بلاد المسلمين؛ حتى يكونوا مع المسلمين ويجاهدوا مع
المسلمين.
والهجرة: هي الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فرارًا بالدين.
فهي من أفضل الأعمال، وهي قرينة الجهاد في سبيل الله، قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ
ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَيۡءٍ حَتَّىٰ
يُهَاجِرُواْۚ﴾ [الأنفال: 72].
والله عز وجل قَدَّم المهاجرين على الأنصار في الذِّكر والثناء؛ لأنهم
تركوا أوطانهم وديارهم وأموالهم نصرةً لدين الله، فهم أفضل من غيرهم.