فأين الذين يقولون: إن الإسلام دين قسوة، ودين جبروت، ودين عنف، ودين
إرهاب؟! قَبَّحهم الله، بل الإسلام هو دين الرحمة ودين الرفق، قال عز وجل: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا
رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107].
قوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى
الإِْسْلاَمِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ» هذه رواية مسلم: «ثُمَّ»، وفي رواية غير مسلم بحذف «ثُمَّ»، وهو الصحيح، ويكون قوله:
«ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ» أول
الكلام، وأول الخصال التي يُبدأ بها مع الكفار، «فَإِنْ أَجَابُوكَ» يعني: دخلوا في الإسلام «فَاقْبَلْ مِنْهُمْ»؛ لأن هذا هو الغرض من الجهاد. فمَن شَهِد أَنْ
لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وجب الكف عنه، واعتبرناه من المسلمين، له
ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين، إلا أن يَظهر منه بعد ذلك ما يخالف الشهادتين
فنعتبره مرتدًّا ونعامله معاملة المرتد. أما إذا لم يظهر منه شيء فإنه يُقبل منه
الإسلام. ولو مات بعد نطقه بالشهادتين عاملناه معاملة المسلم في الميراث
والجنازة... وغير ذلك.