×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: «وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ - »: الرواية بـ «أَوْ» التي هي للشك. والمعنى واحد.

قوله: «فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ»: منصوب بـ «أجابوا».

قوله: «ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِْسْلاَمِ»: كذا وقعت الرواية في جميع نسخ كتاب مسلم: «ثُمَّ ادْعُهُمْ» بزيادة: «ثُمَّ».

**********

بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بنصب الخطة لأمير الجيش أو السرية، فقال: «وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ»؛ لأن الدعوة سابقة للجهاد، فإن أسلموا فالحمد لله، قال عز وجل: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5]، هذا هو المقصود؛ لأن الغاية من الجهاد هداية الناس إلى الإسلام، فإذا أسلموا فلا حاجة لقتالهم.

قوله: «فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ -» هذا شك من الراوي، والخصال والخلال بمعنى واحد، لكنهم يتحفظون في الألفاظ، فإذا شَكُّوا في اللفظ جاءوا بـ «أَوْ»؛ لئلا ينسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، وإن كان المعنى واحدًا.

وهذا فيه وجوب التحري في الرواية، وإذا لم يتيقن الراوي من اللفظ النبوي فإنه يأتي بالشك.

قوله: «فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ» فلا يلجأ للقتال إلا بعد استنفاد سبل الدعوة وإصرارهم على الكفر.


الشرح