×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ» أي: اشرعوا في الغزو مستعينين بالله مخلصين له. فتكون الباء في «بِاسْمِ اللهِ» للاستعانة بالله والتوكل عليه هنا.

قوله: «قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ»: هذا العموم يشمل جميع أهل الكفر والمحاربين من أهل الكتاب وغيرهم، واستثنى منهم مَن له عهد، وكذلك الذراري والأولاد والنساء والرهبان، فلا يُقْتَلون.

قوله: «وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَمْثُلُوا»: الغُلول: الأخذ من الغنيمة من غير قسمتها. قال عز وجل: ﴿وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ [آل عمران: 161]. والغدر: نقض العهد. والتمثيل هنا: التشويه بالقتيل، كقطع أنفه وأذنه، والعبث به.

**********

 قوله: «اغْزُوا» الغزو هو: قصد العدو والذَّهاب إليهم.

«بِاسْمِ اللهِ» أي: مستعينين بالله.

وهذا فيه: بداءة الأمور المهمة باسم الله، وأن الإنسان إذا بدأ بشيء فإنه يبدأ باسم الله، فإذا شرع في السفر، أو شرع في الغزو، أو شرع في الأكل أو الشرب، أو الدخول في البيت أو المسجد، وحتى الدخول في محل قضاء الحاجة يقول: «بِاسْمِ اللهِ» قبل الدخول؛ لأن هذا الاسم يعصمه من الشيطان، وتنزل عليه وعلى عمله وعلى فعله الرحمة والبركة، كما يُذكر اسم الله على الذبائح عند التذكية.

بل جاء في الحديث: «كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ، لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِاسْمِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ» ([1]) أي: ناقص البركة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4840)، وابن ماجه قم (1894)، وأحمد رقم (8712) واللفظ له.