×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 فلما مات صلى الله عليه وسلم ما كان الصحابة يستشفعون به صلى الله عليه وسلم، ولا يطلبون منه الدعاء وهو ميت، وإنما كانوا يدعون الله هم، ويستسقون الله هم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ويطلبون من أهل الفضل أن يدعوا الله بالسقيا؛ كما طَلب عمر رضي الله عنه من العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله في حياته. أما بعد موته فلا.

قوله: «ودعاؤه مستجاب» كذلك يوم القيامة الأمم تَستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم في فصل القضاء؛ لأنه في يوم القيامة حي حاضر.

قوله: «والله سبحانه وتعالى نهى عن اتخاذ الشفعاء في مواضع كثيرة من القرآن» اتخاذ الشفعاء إن كان المقصود به طلب الدعاء منهم وهم يقدرون على الدعاء فهذا لا بأس به. أما اتخاذ الشفعاء من الأموات فهذا لا يجوز. وإذا صاحَب هذا عبادة للأموات؛ كالذبح لهم أو النذر لهم أو الاستغاثة بهم، فهذا استشفاع معه شرك أكبر.

قوله: «ونفاها في حق مَن سألها من غير الله سبحانه» فالله نفى الشفاعة إلا بإذنه سبحانه وتعالى.

ومَن اتخذ الشفعاء على نحو ما يفعله المشركون والقبوريون، من أنهم يذبحون للأموات وينذرون لهم ويستغيثون بهم، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله!! فهذا شرك أكبر مُخْرِج من الملة.

**********


الشرح