وهناك قول رابع ألمح إليه المشايخ، وهو: أنه لا يجوز إطلاق السيد
على الشخص في حضوره ومواجهته، ويجوز إطلاقه عليه وهو غائب؛ لأن النبي صلى الله
عليه وسلم إنما استنكر هذا لما واجهوه به صلى الله عليه وسلم، فيُمنع مواجهة
الإنسان بقول: «أنت السيد»، «أنت سيدنا»، أو ما أشبه ذلك؛ خوفًا عليه
من الإعجاب بنفسه، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم من مدح الإنسان حال حضوره.
هذا حاصل الأقوال في هذه المسألة.
تنبيه: الآن لفظ «السيد» صار يطلق
على مَن يُعتقد فيهم النفع والضر، مثل ما يسمونهم السادة من أهل البيت، أو السادة
من الصوفية. وصار يَصحب هذا القولَ اعتقادٌ في الأشخاص. وهذا لا شك في تحريمه.
فإذا أطلق «السيد» على مثل
هؤلاء فإنه محرم؛ لأنه ينبئ عن اعتقاد باطل وشرك بالله عز وجل، وأن هؤلاء ينفعون
ويضرون، وأن البركة تحل منهم.
**********
الصفحة 8 / 427