×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وهذا مروي عن الإمام مالك رحمه الله.

وأجابوا عن الأحاديث المخالفة بأنها أحاديث متقدمة، وأن حديث: «السيد الله» متأخر؛ لأنه كان في عام الوفود في السنة التاسعة، فيكون ناسخًا للأحاديث التي تدل على جواز إطلاق لفظ «السيد» على المخلوق.

القول الثاني: جواز إطلاق «السيد» على المخلوق، عملاً بالأحاديث التي فيها ذلك؛ مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ» ([1])، وقوله: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ» ([2])، وقوله: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ» ([3])، فيجوز إطلاق لفظ «السيد» على المخلوق كما في هذه الأحاديث.

وأجابوا عن حديث المنع بأنه محمول على كراهة التنزيه، فيكون النهي للتنزيه.

القول الثالث: الجواز مطلقًا بلا كراهة إلا إذا خيف من الغلو، فإن النبي صلى الله عليه وسلم خاف عليهم من الغلو، كما في الحديثين المذكورين. فإذا خيف على الإنسان من الغلو يُنهى عن ذلك. أما إذا لم يُخَفْ عليه من الغلو فلا بأس عملاً بالأحاديث الكثيرة التي جاء فيها إطلاق السيد على المخلوق.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2278).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2704).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (3043)، ومسلم رقم (1768).