×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

أما أن يُعتقد أنه يُدبِّر مع الله، أو أنه يستغاث به بعد موته، أو يُطلب منه الحاجات، أو أنه يَعلم الغيب - كما يظنه المخرفون - فهذا كله من الباطل، ومن عمل الشيطان!

فلا يجوز الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا دعاؤه من دون الله، وإنما الواجب محبته وطاعته واتباعه. فتكون محبته صلى الله عليه وسلم أعظم من محبة المال والنفس والأهل والولد والوالد والناس أجمعين. وتكون طاعته صلى الله عليه وسلم بامتثال أمره واجتناب نهيه. ويكون اتباعه صلى الله عليه وسلم فيما شَرَع، وألا نبتدع شيئًا من عندنا لم يَشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وقد أخبر تعالى أنه وملائكته يُصَلُّون عليه، وأَمَر أمته أن يُصَلُّوا عليه صلى الله عليه وسلم، وأثنى عليه بأحسن ثناء وأبلغه، وشَرَح له صدره، ووَضَع عنه وِزره، ورَفَع له ذِكره، فلا يُذكر في الأذان والتشهد والخُطَب إلا ذُكر معه، صلوات الله وسلامه عليه» قُرِن اسمه صلى الله عليه وسلم باسمه سبحانه وتعالى، فلا يُذكر الله إلا ويُذكر الرسول صلى الله عليه وسلم: في الأذان، وفي الخُطَب، وفي التشهد، مصداقًا لقوله عز وجل: ﴿وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ [الشرح: 4]، هذا هو رفع الذكر، وهذا يكفي في حقه صلى الله عليه وسلم.

ثم نَقَل المصنف رحمه الله خلاف العلماء في جواز إطلاق لفظ «السيد»، يعني: هل يجوز أن يقال للشخص: يا سيدنا، أو يا سيد؟

·       اختلف العلماء في الجواب على ثلاثة أقوال:

القول الأول: تحريم إطلاق لفظ «السيد» على المخلوق، فلا يقال السيد إلا في حق الله سبحانه وتعالى، كما جاء في هذين الحديثين: «السيد الله»،


الشرح