فعلى المسلم أن يَحْذَر من
الشيطان واستدراجه واستهوائه، ولا يتساهل مع الشيطان في شيء ولو كان صغيرًا فإنه
يَكْبُر ويَعْظُم.
قوله: «أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولُه» أي: سَمُّوني باسمي: «محمد»،
ونادوني بصفتي: «عبد الله ورسوله»،
فهو صلى الله عليه وسلم عبد لله ليس له من المُلْك شيء، وليس له من الألوهية شيء.
وقد وصفه الله بالعبودية، فقال عز وجل: ﴿وَإِن
كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن
مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [البقرة: 23]، وقال
عز وجل: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي
نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1]، وقال
عز وجل: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ
أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا
ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ
ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، سماه عبدًا.
وسماه رسولاً، فقال عز وجل: ﴿قَدۡ
جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ﴾ [المائدة: 19]،
وقال عز وجل: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ
نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾ [البقرة: 252]،
وقال عز وجل: ﴿يسٓ ١وَٱلۡقُرۡءَانِ
ٱلۡحَكِيمِ ٢إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٣﴾ [يس: 1- 3].
سَمَّاه الله عبدًا وسماه رسولاً، فادعوه بما سماه الله به: «مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُه»،
ولا تقولوا: سيدنا.
قال: «مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي
فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِيهَا اللهُ عز وجل »، أنزله الله عز وجل
منزلة العبودية، وجعله خاتم المرسلين، وهذا أشرف المقامات!!