×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 فعلى المسلم أن يَحْذَر من الشيطان واستدراجه واستهوائه، ولا يتساهل مع الشيطان في شيء ولو كان صغيرًا فإنه يَكْبُر ويَعْظُم.

قوله: «أَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُه» أي: سَمُّوني باسمي: «محمد»، ونادوني بصفتي: «عبد الله ورسوله»، فهو صلى الله عليه وسلم عبد لله ليس له من المُلْك شيء، وليس له من الألوهية شيء.

وقد وصفه الله بالعبودية، فقال عز وجل: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [البقرة: 23]، وقال عز وجل: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1]، وقال عز وجل: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الإسراء: 1]، سماه عبدًا.

وسماه رسولاً، فقال عز وجل: ﴿قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ [المائدة: 19]، وقال عز وجل: ﴿تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَيۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [البقرة: 252]، وقال عز وجل: ﴿يسٓ ١وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡحَكِيمِ ٢إِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ٣ [يس: 1- 3].

سَمَّاه الله عبدًا وسماه رسولاً، فادعوه بما سماه الله به: «مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُه»، ولا تقولوا: سيدنا.

قال: «مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِيهَا اللهُ عز وجل »، أنزله الله عز وجل منزلة العبودية، وجعله خاتم المرسلين، وهذا أشرف المقامات!!


الشرح