فقوله عز وجل: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ
حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ﴾ أي: ما عَظَّموه حق تعظيمه.
وهذا يشمل المشركين في توحيد العبادة، فمَن أشرك بالله سبحانه
وتعالى فإنه ما قَدَر الله حق قدره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا شريك له، ومَن أشرك
بالله أحدًا من خلقه فقد تنقصه سبحانه وما عَظَّمه حق تعظيمه.
وكذلك: مَن جَحَد الأسماء والصفات لله عز وجل، أو أَوَّلها بغير معناها، وصَرَفها
عن ظاهرها، وعَطَّل الله منها، فما قَدَر اللهَ حق قدره، حيث نفى عنه ما أثبته
لنفسه مما يدل على كماله وعظمته من أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
وكذلك: مَن نفى أن يكون الله قَدَّر الأشياء وأرادها وخَلَّقها، فقد عَجَّز اللهَ
سبحانه وجَعَل المخلوق يشارك الله في الخلق، فهذا ما قَدَر اللهَ حق قدره.
وكذلك: مَن نفى البعث والحساب والجنة والنار، فهذا ما قَدَر اللهَ حق قدره؛ لأنه
وَصَف الله بالعبث، وأنه خَلَق الخلق عبثًا، وليس لأعمالهم نتيجة، لا أهل الخير
ولا أهل الشر. فإذا لم يكن هناك بعث وحساب وجزاء فإن الناس يعملون الخير ويعملون
الشر، وليس لذلك نتيجة ولا فائدة، ويكون هذا من باب العبث!! فمَن اعتقد ذلك فما قَدَر
الله حق قدره.
وكذلك: مَن عَطَّل كتاب الله، فلم يَحكم به على نفسه وعلى الناس، واستبدله
بالأدلة العقلية والمنطقية، وعَطَّله عن الاستدلال، وجَعَل مكانه الأدلة العقلية
والقواعد المنطقية. أو عَطَّله من المحاكم