فلم يَحكم به بين الناس
فيما اختلفوا فيه، وحَكَم بينهم بالقوانين الطاغوتية، فهذا ما قَدَر اللهَ حق
قدره، حيث عَطَّل كتابه سبحانه الذي أنزله ليَحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
وكذلك: كل مَن عصى الله وخالف أمره وارتكب ما نهى عنه، وتَرَك ما أوجب الله عليه،
فما قَدَر اللهَ حق قدره إذ خالف أمره وارتكب نهيه.
كل هؤلاء ما قَدَروا الله حق قدره، فهم داخلون في هذه الآية.
وهذه الآية جاءت في ثلاثة مواضع من كتاب الله:
في سورة الأنعام: ﴿وَمَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ
بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖ﴾ [الأنعام: 91].
وفي سورة الحج: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ
ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ
شَيۡٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ ٧٣مَا
قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٧٤﴾ [الحج: 73، 74].
وفي سورة الزُّمَر - وهي التي ساقها المؤلف هنا -: ﴿وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ
حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ
مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [الزمر: 67].
ثم ذَكَر في هذا الباب ما يفسر هذه الآية من الصحيحين وغيرهما؛ ولهذا قال: «باب ما جاء في قوله عز وجل....» يعني: ما جاء من الأحاديث التي تفسر هذه الآية الكريمة.