يَشْمَلُ الذَّكَرَ والأنثى، أما فِي الحياة،
فلا تَلْبَسُ المرأةُ مَا يَلْبَسُهُ الرَّجُلُ؛ لأنه لَعَنَ المتشبهاتِ من النساء
بالرجالِ، ولَعَنَ المتشبهين من الرجال بالنساء، فالنساءُ لَهُنَّ لباسٌ،
والرِّجالُ لَهُمْ لباسٌ، فلا تَلْبَس المرأةُ مَا يلبسه الرجالُ، وإنما تلبس مَا
يختصُّ بالنساء، حَسَب العُرْف، فِي كل بلد بِحَسَبِهِ، فتلبس المرأةُ مَا يلبسه
نساءُ البلدِ، ويلبسُ الرجلُ مَا يلبسه رجالُ البلدِ، ولا يتشبَّه بعضُهم ببعضٍ.
فيلبسُ الرجلُ
الإزارَ والرداءَ، ويتجرَّد من المَخِيطاتِ، فيتجرَّد من السراويلِ، ويتجرَّد من
الجَوْرَبَيْنِ والخُفَّيْنِ ومن العِمَامَةِ، ومن الملابس الداخلية المَخِيطَةِ
والمَنْسُوجَةِ عَلَى قَدْرِ الْعُضْوِ كالْفَانِيلَةِ وَالشَّرَابِ، ومن
القُفَّازَيْنِ فيتجرَّد من كل هَذِهِ الأُْمُور ويقتصر عَلَى الإزار والرِّداء.
أما المرأة، فإنها
تَلْبَس مَا شاءت فِي الإحرام، تَلْبَس المَخِيط، وتلبس مَا شاءتْ ممَّا جَرَتْ
عادَتُها وعادةُ نسائها بلبسه؛ لأنَّها عورةٌ، وهي بحاجة إلى السَّتْر، فتُحْرِمُ
بما شاءَتْ من الثياب، إلاَّ ثياب الزِّينَة، فلا تُحْرِمُ بثياب زِينَة، وإنما
تُحْرِمُ بثيابٍ عَادِيَّةٍ لا تُلْفِتُ النَّظَرَ وتَنْهَى عن شيئين: عن البرقع
أو النقاب عَلَى الوجه، وعن القُفَّازَيْنِ عَلَى اليدين، النِّقاب: هو مَا
خِيطَ لِلْوَجْهِ، وفيه فَتْحَتَانِ للعينين، وهذا يُسمَّى النِّقَابَ أو
البُرْقُعَ وتُغَطِّي كَفَّيْها بثوبها عن الرجال.
هذا مَا نُهِيَتِ المُحْرِمَةُ عن لبسه، فتُزِيله، وتغطِّي وَجْهَهَا عن الرجال بالخِمَار؛ لقول عائشة رضي الله عنها: «كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم -وهُنَّ مُحْرِمات- فإذا مَرَّ بنا الرجال، سَدَلَتْ إحدانا خِمَارَها عَلَى وَجْهِهَا، فإذا جاوزنا كشفناه» ([1])، فتغطي المرأةُ وجهَها، ولا تكشفه عند الرجال،
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1833)، وأحمد رقم (24021)، والبيهقي في «الكبرى» رقم (9051).