×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 أو بالمَقَامات، أو بحَجَرٍ أو بشَجَرٍ، فليس فِي الأرض مكان يُطاف حوله تَعَبُّدًا إلاَّ الكعبة المشرفة بيتُ الله العتيق، فمَنْ طَافَ بغير البيت العتيق، فإن كَانَ يريد بِطَوَافِهِ التقرُّبَ إلى المخلوق الَّذِي يَطُوف بقبره، فهذا شِرْكٌ أكبرُ، وعِبَادَةٌ لغير الله عز وجل، وإن كَانَ يريد بطوَافِهِ وجه الله، ويظن أن هذا مشروع، فهذا بدعة؛ لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).

وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).

فالطَّوَاف خاصٌّ بِالْبَيْتِ العتيق، فلا يُطاف بشيء عَلَى وجه التَّعَبُّد بغيره من الأشياء، لا بالأشجار ولا بالأحجار، ولا بالقبور ولا بالأضرحة ولا بالبنايات، ولا غير ذلك. فلنتنبه لذلك، فإذا انتهى من الحَجَر تقبيلاً واستلامًا أو إشارة، فإنه يجعل البيت عن يساره، ويمضي فِي طوافه، فإذا وصل إلى الرُّكنِ اليَمَانِيِّ، فإن تَمَكَّنَ من استلامه استلَمَه، واستلامُه هو مَسْحُهُ باليد، وإن لم يتمَكَّن، فإنه يمضي ولا يشير إليه؛ لأن هذا لم يَرِدْ، إنما الَّذِي وَرَدَ استلامُهُ إِذَا أَمْكَنَ.

فإذا وصل إلى الحَجَرِ، انتهى من الشوط الأول ويبدأ الشوط الثاني مثل الأول، يبدأ من الحَجَر، وينتهي بالحَجَر، وكلما حاذى الرُّكن اليَمَانِيَّ، إنْ تَمَكَّنَ من استلامه استَلَمه، وإلا مشى، ثم إِذَا جاء الحَجَر يفعل مثلما فعل فِي الشوط الأول، إنْ تَمَكَّنَ من تَقْبِيلِهِ واستلامِهِ،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).