×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 المُوَافِقَةِ للكتابِ والسُّنَّةِ، ويدعو الله فِي حوائجه فِي الدنيا والآخرة، يدعو لدنياه، ويدعو لآخرته، ويدعو لنفسه، ويدعو لوالديه ويدعو لإخوانه المسلمين.

وفي وقتنا هذا يتأكد الدعاءُ للمسلمين المضطهدين الذين تسلَّطَ عليهم الكُفَّارُ؛ فيدعو اللهَ لهم بالنصر، وبالفرج، ويدعو اللهَ بأن يخذل العَدُوَّ، وأن يَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، فيخص إخوانَهُ المضطهدين والمظلومين والمُعْتَدَى عليهم، ويدعو لهم بالنصر والفرج، ويدعو عَلَى عَدُوِّهم الظالمِ، واللهُ قريبٌ مجيبٌ، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ [غافر: 60].

فاللهُ أَمَرَنَا بالدعاءِ، ووَعَدَنا بالإجابةِ، وَهُوَ لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ جل وعلا لا سيما للمظلوم، والمُضْطَّر، والمحتاج؛ فإنه أحرى أن يستجيب اللهُ له؛ خصوصًا فِي هذا اليوم العظيم؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ عَرَفَةَ»، فهو حَرِيٌّ بالإجابة؛ فيجتهد المسلم فِي الدعاء، ويدعو بنصر الإسلام والمسلمين، ويدعو بِكُلِّ خيرٍ له ولغيره من إخوانه المسلمين؛ فإن دعوات المسلمين فِي هذا الموقف عَلَى كثرتهم حَرِيَّةٌ بالإجابة من الله سبحانه وتعالى.

فعَلَيْنَا أن نتذكَّر هَذِهِ الأمور، وأن ندعو لإخواننا فِي أي مكان من الأرض، لا سيما من وَقَعَ عليهم الظُّلْمُ والاعتداءُ والطغيانُ من الكفار؛ فإنهم بحاجةٍ إلى الدعاء أكثرَ من غيرهم، والمسلمون كالجسد الواحد، إِذَا اشتكى مِنْهُ عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فالمسلمون كالجسد الواحد؛ كَمَا قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَوَاصُلِهِمْ مِثْلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى


الشرح