لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ
وَالْحُمَّى» ([1])، وقال: «المُؤْمِنَ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ([2])، وقال: «اللَّهُ
فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» ([3]).
فعَلَيْنَا أن
نتذكَّر إخوانَنَا وحالتَهُمْ وما هم فيه من الضِّيق والظُّلم والطغيان من عدوهم؛
فندعو ونُكْثِرُ الدُّعاءَ لهم؛ فإن لدعوة المسلمين عند الله مكانٌ، ولا سيما فِي
هذا اليوم، وَفِي هذا المكان، خاصةً من المسلم المُحْرِم المتوجِّه إلى الله عز
وجل، فحَرِيٌّ أن يستجيب اللهُ هذا الدعاءَ، وأن يعجل بالفرج لإخواننا المسلمين.
وهذا اليوم يوم
عظيم؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الحَجُّ عَرَفَةُ» ([4])؛ يعني: إن أعظم
أركان الْحَجِّ الوقوفُ بِعَرَفَةَ؛ ولذلك فإنَّ مَنْ فَاتَهُ الوقوفُ بِعَرَفَةَ
فقد فَاتَهُ الْحَجُّ هَذِهِ السَّنَةَ؛ لأنه هو الركن الأعظم.
فالمسلم يفرح بأن
يسَّر الله له الوقوفَ فِي هذا اليومِ المباركِ، فِي هذا المكانِ المباركِ مع
إخوانه المسلمين، يفرح بهذه النعمةِ، ويشكرُ اللهَ عليها، وينتهز هَذِهِ الفرصةَ؛
فيُكْثِرُ من العبادة، والطاعة، والذِّكْر، وتلاوة القرآن، والتلبية، والتكبير،
والتهليل، والدعاء، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.
ووقتُ الدعاءِ من صلاة الظهر إلى أن ينصرف من عَرَفَة؛ فهذا كُلُّه وقتٌ للدعاء، وعليه ألاَّ يغفل وينشغل بالضحك أو المِزَاح، ولا مانع
([1])أخرجه: مسلم رقم (2586).