×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 والجوابُ عن ذَلِكَ: أن هذا عمومٌ بَيَّنَتْهُ سُنَّةُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَفِعْلُ أَصْحَابِهِ مِنْ بَعْدِهِ.

3- عدمُ النَّهْيِ عن الرَّمْيِ قبل الزَّوالِ، والجَوَابُ عن ذَلِكَ: أنَّ انتظارَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم للزَّوالِ وعدمَ ترخيصِهِ لأحدٍ أن يرمي قَبْلَهُ بمَثَابَةِ النَّهْيِ عن ذَلِكَ مع قوله صلى الله عليه وسلم: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ».

4- قولهم: «المَشَقَّةُ تَجْلِبُ التَّيْسِيرَ»، نقول: التيسيرُ حاصلٌ بِسَعَةِ وَقْتِ الرَّمْيِ من الزَّوَالِ إلى مَا بعد العشاء، وبالأَخْذِ بالرُّخَصِ الشَّرْعِيَّةِ التي مَرَّ ذِكْرُهَا وبتطويرِ مَكَانِ الرَّمْيِ بالأَدْوَارِ الوَاسِعَةِ.

2- ذَبْحُ الْهَدْيِ:

ومِنْ ذِكْرِ اللهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيقِ: ذَبْحُ الهَدْيِ، سواءٌ كَانَ واجبًا كَهَدْيِ التَّمَتُّعِ والقِرَانِ، أو واجبًا لِفِعْلِ محظورٍ أو تَرْكِ واجِبٍ ويُسمَّى دَمَ الجبران، أو كَانَ تَطَوُّعًا، ووقتُ الذَّبْحِ لِهَدْيِ التَّمَتُّعِ والقِرَانِ وهديِ التطوُّعِ يومَ العيدِ، وثلاثة أَيَّام التَّشْرِيق، فهذه أربعةُ أيَّامٍ، كُلُّها وقتٌ للذَّبْحِ، وهَدْيُ الجبرانِ لا تحديدَ لِوَقْتِ ذَبْحِهِ. ومَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى شِرَاءِ الهَدْيِ فإنه يَصُومُ ثلاثةَ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ، وينبغي أن تكون قبل يوم عَرَفَة، فإن لم يستطع صَوْمَها قبل يوم عَرَفَة صامَها فِي أَيَّام التَّشْرِيقِ، ثم يَصُوم سبعةَ أَيَّام بعد الْحَجِّ لِيُكْمِلَ صيامَ عشرةِ أَيَّام كَمَا فِي الآْيَة.

حُكْمُ أَكْلِ الحاجِّ مِنْ هَدْيِهِ:

يُسَنُّ أن يأكلَ الحاجُّ مِنْ هَدْيِهِ، ويتصدَّق.

قَالَ تَعَالَى:﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ [الحج: 36].


الشرح