وقال عليه السلام: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي،
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ
بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال: «اقْتَدُوا
بِاللَّذَينِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ» ([2])، وقال عليه السلام عندما
طَلَبَ مِنْهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أن يَجْعَلَ لهم شَجَرَةً يتبرَّكُونَ بها،
ويُعَلِّقُونَ بها أَسْلِحَتَهُمْ، قال: «اللهُ أَكْبَرُ! إِنَّهَا السَّنَنُ،
قُلْتُمْ وَالِّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾ [الأعراف: 138] ». وقال: «افْتَرَقَتِ
الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى
اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى
ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً»، قيل:
من هي يا رسول الله؟ قال: «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ
الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([3]).
ونَقَلَ ابنُ وَضَّاحٍ «ص: 9» فِي كتابه «البدع والنهي عنها» بِسَنَدِهِ عن ابن مسعود: أن عمرو بن عُتْبَةَ وأصحابًا له بَنَوْا مسجدًا بظَهْرِ الكُوفَةِ، فأَمَرَ عَبْدُ الله بذلك المسجدِ فهُدِمَ، ثم بَلَغَهُ أنهم يَجْتَمِعُونَ فِي ناحيةٍ من مسجدِ الكُوفَةِ يُسبِّحون تسبيحًا معلومًا، ويُهلِّلون تهليلاً ويُكَبِّرون، قال: فَلَبِسَ بُرْنُسًا، ثم انطلقَ فجَلَسَ إليهم، فلمَّا عَرَفَ مَا يَقُولُونَ، رفع البُرْنُسَ عن رأسِهِ، ثم قال: أنا أبو عبد الرحمن، ثم قال: لَقَدْ فَضَلْتُمْ أصحابَ مُحَمَّدٍ عِلْمًا، أو لَقَدْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظُلْمًا...إلخ. وحذَّر هو وغيرُه من الابتداع، وحَثُّوا الناسَ عَلَى اتباعِ مَنْ سَلَفَ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).