×
شرح مناسك الحج والعمرة على ضوء الكتاب والسنة

 عَلَى أصلٍ»، وقال بعد كلام آخر: «مع أني لم أَقِفْ عَلَى أَصْلٍ فِي هَذِهِ التسمية، ولا فِي نِسْبَةِ المسجدَيْن المتقدِّمَيْن فِي كلامِ المطري».

أَمَّا شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله، فيقول: «والمقصود هنا: أن الصحابةَ والتابعين لَهُمْ بإحسانٍ لم يَبْنُوا قطُّ عَلَى شيءٍ من آثارِ الأنبياءِ مثل مكانٍ نَزَلَ فيه، أو صَلَّى فيه، أو فَعَلَ شيئًا من ذلك، لم يكونوا يَقْصِدُون بناءَ مسجدٍ لأَِجْلِ آثارِ الأنبياءِ والصالحين، بل إنَّ أئمتهم كعمر بن الخطاب وغيره يَنْهَوْنَ عن قَصْدِ الصلاةِ فِي مكانٍ صلَّى فيه رسولُ اللهِ اتِّفَاقًا لا قَصْدًا، وذَكَرَ أن عُمَرَ وسائرَ الصحابة من الخلفاء الراشدين عثمانَ وعلي، وسائر العَشَرَة، وغيرهم مثل ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأُبَي بن كَعْب لا يقصدون الصلاةَ فِي تلك الآثارِ.

ثم ذَكَرَ شيخُ الإسلامِ أن فِي المدينة مساجدَ كثيرةً، وأنه ليس فِي قَصْدِها فضيلةٌ سِوَى مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وأن مَا أُحْدِثَ فِي الإسلام من المساجدِ والمشاهدِ عَلَى القبور والآثارِ من البِدَعِ المُحْدَثَةِ فِي الإسلامِ، مِنْ فِعْلِ مَنْ لم يَعْرِفْ شريعةَ الإسلامِ وما بَعَثَ اللهُ به محمدًا من كَمَالِ التوحيدِ، وإخلاصِ الدِّينِ للهِ، وسَدِّ أبوابِ الشِّرْكِ التي يَفْتَحُهَا الشيطانُ لِبَنِي آدَمَ». ا هـ

وقد ذكر الشاطبيُّ فِي كتابِهِ «الاعتصام»: «أنَّ عُمَرَ لَمَّا رَأَى أُنَاسًا يَذْهَبُونَ للصَّلاَةِ فِي موضعٍ صلَّى فيه الرسولُ، قال: إنَّما هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُم بهذا، يَتَّبِعُون آثارَ أنبيائهم، فاتَّخَذُوها كنائسَ وَبِيَعًا».

وقال أيضًا: « قَالَ ابنُ وضَّاحٍ: وقد كَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ كُلَّ بِدْعَةٍ، وإنْ كانَتْ فِي خَيْرٍ؛ لِئَلاَّ يَتَّخِذَ سُنَّةً مَا ليس بِسُنَّةٍ، أو يُعِدَّ مشروعًا مَا ليس معروفًا». ا هـ


الشرح