×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 باب ما جاء في التطيُّر

****

قول الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في التطيُّر» أي: ما ورد في التطيُّر من الوعيد، وبيان أنه شرك.

ومُناسبة هذا الباب لِمَا قبله: أنّ فيه بيانَ نوع من أنواع الشرك والاعتقاد الباطل المُخِلِّ بالتّوحيد.

وكان الشيخ رحمه الله يذكُر في هذا الكتاب حقيقة التّوحيد وما يناقضه أو ينقِّصه من العقائد والأقوال والأفعال الباطلة، ومن ذلك: التطيُّر.

والتطيُّر مصدر: تطيّر تطيُّرًا وطِيَرة، وهو: التشاؤم بالأشياء، واعتقادُ أنه يصيب الإنسانَ منها شيءٌ من الشر.

وأصله مأخوذٌ من الطَّير، لأنهم كانوا في الجاهلية يتشاءمون بالطيور في طَيَرانها؛ إذا رأوها تطير على جهةٍ مخصوصة عندهم تشاءموا بها، ورجعوا عمّا عزموا عليه من الأسفار أو الزِّيجات أو غيرها، ثمّ عَمَّ هذا وصاروا يتطيّرون بكل شيء، فيتطيّرون بالبِقاع، ويتطيّرون بالآدمييِّن، ويتطيّرون بالبهائم، ويتطيّرون بكل شيء.

لكن أصل التطيُّر مأخوذٌ من الطَّير؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يتطيّرون من الطير في حركاتها، وطيَرانها، وتحريكها لأجنحتها، واتّجاهاتها في الطَيران، إلى غير ذلك.

فهو عقيدةٌ جاهلية، بل إنه موجود في الأمم القديمة؛ فهؤلاء قوم فرعون تطيّروا بموسى ومَن معه، يعني: تشاءموا بموسى عليه السلام وبمن معه من المسلمين، قَال َ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ [الأعراف: 131]  


الشرح