×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

وزاد مسلم: «وَلاَ نَوْءَ وَلاَ غُولَ» ([1]).

****

 فردّ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس هناك صفر مشئوم، وإنما صفرٌ شهر من أشهر الله، ليس فيه شؤم ولا شرٌّ.

فهذا فيه: إبطالٌ لتشاؤمهم بشهر صفر.

والقول الثاني: أن المراد بصفر: مرضٌ يكون في المعدة، يزعمون أنه يُعْدي غيرَ المصاب به.

ولكن سواءٌ قيل هذا أو هذا، كلُّه فيه نفيٌ من النبي صلى الله عليه وسلم، سواء تشاءموا من الشهر أو تشاءموا من المرض، كله لا أصل له، فليس في الشهر شؤمٌ ولا في المرض،. وإنما الأمراض بيد الله سبحانه وتعالى هو الذي ينزلها، وهو الذي يرفعها، هو الذي يُمرض، وهو الذي يشفي سبحانه وتعالى لا دخل للشهور، ولا دخل لغيرها في هذا الأمر.

قوله: «أخرجاه» أي: أخرجه البخاري ومسلم.

ومناسبة الحديث للباب ظاهرة حيث إنه قال: «وَلاَ طِيَرَةَ»، ففيه: النهيُ عن الطِّيَرة.

قوله: «زاد مسلم» أي: في روايته، يعني: زاد على الأربعة المذكورة فصارت: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ صَفَرَ وَلاَ نَوْءَ وَلاَ غُولَ»؛ فصارت ستة أشياء.

والنَّوْءُ المراد به: أحدُ الأنواء، وهو: النجم، لأنهم كانوا يعتقدون أنّ نزول الأمطار، وهُبوبَ الرياح بسبب طلوع النجوم، ويُسندون هذا


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2222).