×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 إلى النجوم والكواكب، وهذا من اعتقاد الجاهلية، لأن نزول الأمطار، وحصول الرياح وغير ذلك إنما هو بقضاء الله وقدره، أما هذه النجوم وهذه الكواكب فإنها لا تُحْدِثُ شيئًا، نعم، وقتُ طلوع النجم وقتٌ للمطر بإذن الله، أو هبوبِ الرياح، هذا من ناحية الوقت لا من ناحية الخلق والإيجاد، فهي لا توجِد ولا تُسبِّب ولا تُحدِث، ولكن يكون طلوعها وقتًا لنزول الأمطار إذا شاء الله، وقد يطلع النجم ولا يحصل مطر، وهذا راجع إلى مشيئة الله وقدره، فقد يكون هناك مواقيت للأمطار ولا ينزل مطر، قد يكون هناك مواقيت لهبوب الرياح ولا تهب الريح لأن هذا بيد الله سبحانه وتعالى وكم من بلاد كانت تنزل عليها الأمطار صيفًا وشتاءً، وامتنع عنها المطر وأجدبت، كما تسمعون الآن بما يسمُّونه بالجفاف؛ في بلاد كانت تدوم عليها الأمطار، فإذا أراد الله مَنْعَه وحَبْسَهُ مَنَعَهُ وحَبَسَه، وبلادٌ مُجدِبة قاحلة يابسة يسوق الله إليها المطر فتمطر فتهتزّ بالنبات والزهور، هذا بيد الله سبحانه وتعالى فنزول المطر لا تصرُّفَ لأحد فيه؛ لا النجوم ولا غير النجوم.

وسيأتي مزيد بيان للتنجيم في «بَاب بَيَان مَا جَاءَ فِي التَّنْجِيمِ».

ولمّا صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر بأصحابه يوم الحديبية على إِثْرِ سماءٍ كانت من الليل قال صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِي. فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَبِرِزْقِ اللَّهِ وَبِفَضْلِ اللَّهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي


الشرح