مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ» ([1])، فالذي ينسب
الأمطارَ إلى الكواكب أو الأنواءِ مشركٌ بالله.
أما الذي يقول: إن
الأنواءَ وقتٌ للأمطار، فلا شيء فيه، لأن الله جعل للأشياء مواقيت، قد تحصل في هذه
المواقيت وقد لا تحصل.
فالحاصل؛ أنَّ هذا حديثٌ
عظيم، جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من عقائد الجاهلية وأبطلَها
ونفاها، وقرّر صلى الله عليه وسلم عقيدة التّوحيد.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«وَلاَ غُولَ» - بضم الغين -: أحد الغِيلاَن، والغِيلانُ من أعمال شياطينٍ
تتشكّل أمام النّاس في الفَلَوات، خصوصًا إذا استوحشَ الإنسانُ تتشكّل أمامه
أشياءُ تُضِلُّه عن الطريق، إما بأنْ يرى أمامه نارًا تتنقّل، أو أصواتًا يسمعها،
أو غير ذلك، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَغَوَّلَتِ الْغِيلاَنُ
فَبَادِرُوا بِالأَْذَانِ» ([2])، بمعنى: أنه إذا
تغوّل الغُولُ أمامك فبادر إلى ذكر الله، فإن ذكر الله يطرد الشيطان، فإذا ذكرت
الله، أو تلوت القرآن ذهب عنك هذا العمل الشيطاني.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم نفى هذا - أيضًا -.
وكانوا في الجاهلية
يعتقدون في هذه الغِيلان أنها تُحدِث لهم شرًّا، والنبي صلى الله عليه وسلم نفى
هذا، وقال: لا أصل لها، وهي أعمالٌ شيطانية لا تضرّ أحدًا إلاَّ بإذن الله، وذكر
لها علاجًا شافيًا وهو: ذكر الله.
فهذه أمراضٌ جاهلية عالجها النبي صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (991)، ومسلم رقم (71).