×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

ولهما عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ»، قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ» ([1]).

****

هذه الأحاديثُ والآثار في موضوع حكم الطِّيرَة، والفرقِ بينها وبين الفَأْل، وبيانِ ما تُعالَج به الطِّيرة.

فقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس رضي الله عنه: «لاَ عَدْوَى» العدوى سبق الكلام فيها، وأن معناها: انتقالُ المرض من شخص إلى شخص بحكم مقاربته له، أو ملامسته له، ونحو ذلك.

ولذلك كان أهل الجاهلية يعملون أعمالاً فظيعة خوفًا من العدوى، والرسول صلى الله عليه وسلم نفى ذلك، وأمر باتّخاذ الأسباب الواقية مع التوكُّل على الله سبحانه وتعالى.

فقوله: «لاَ عَدْوَى» يعني: على ما كان تعتقده الجاهلية، وإنما العدوى بأمر الله سبحانه وتعالى ومشيئته، فإذا توكلت على الله، وآمنت بالله، وقوِيَ يقينُك بالله، واتخذت الأسباب التي أمر الله بها؛ فحينئذ تكون قد فعلت المشروع، والتوكّلُ ليس معناه أنك تترك الأسباب، بل تأخذ بالأسباب الواقية، ولا تُقْدِم على البلد الذي فيه الوباء، ولا تخرج منه إذا وقع وأنت فيه، ولا تخالط المُمْرَضِين وأنت تقدر على الابتعاد عنهم، إلاَّ إذا دعت الضرورة إلى ذلك، بأن كان المريض ليس له أحدٌ يعالجه، والمصاب ليس له أحد يعالجه ويقوم بشئونه؛ فتوكَّلْ وقُمْ بمعالجة المريض، وقُمْ بخدمته وتوكّل على الله سبحانه وتعالى وأنت مأجور، فالله جل وعلا إذا علم من نيّتك الإيمان والإخلاص كفاك سبحانه وتعالى أما ما دمت في


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5424)، ومسلم رقم (2224).