×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 غِنًى عن مخالطته فلا حاجة بك إلى مخالطته، فأنت لا تُقدِم عليه من باب أخذ الأسباب.

هذا معنى قوله: «لاَ عَدْوَى».

«وَلاَ طِيَرَةَ» تقدم معنى الطِّيَرة وحكمِها - أيضًا -.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ» الفأل: تأميل الخير. والطيرة: تأميل الشر. وتأميل الخير مطلوب، لأن الطيرة سوءُ ظنٍّ بالله، والفأل حسنُ ظنٍّ بالله جل وعلا.

فإذا سمع الشخص كلمة طيِّبة انشرح صدره، أو رأى شخصًا طيِّبًا جاء إليه انشرح صدره وأمّل خيرًا، وأحسن الظنَّ بالله سبحانه وتعالى فهذا أمرٌ طيِّب، ولهذا كان الفألُ يعجب الرسولَ صلى الله عليه وسلم، فإذا سمع صلى الله عليه وسلم اسمًا حسنًا، أو كلمةً طيبةً، أو مرّ بمكانٍ طيّبٍ؛ انشرح صدره صلى الله عليه وسلم من حسن الظنِّ بالله جل وعلا.

ولمّا أقبل سُهيل بن عمرٍو في قصة الحديبية ليتفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ورآه مُقبلاً قال صلى الله عليه وسلم: «سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ» ([1])، وكان كما أمَّلَ الرسول صلى الله عليه وسلم كَان مجيئُه سببَ خير.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2581).