×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

والله جل وعلا يقول للرحم في الحديث القدسي: «مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ» ([1])، وفي هذا الحديث أنه لا يدخل الجنة. وهذا وعيدٌ شديد.

والثالث: «مُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ» وهذا محلُّ الشاهد من الحديث.

فإنْ قلتَ: الحديث في مصدِّق السّحر، والباب في باب التنجيم، فما المناسبة؟

قلنا: نعم التنجيمُ نوعٌ من السّحر؛ لما يأتي في الحديث: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُومِ فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ» ([2])، فالتنجيمُ نوعٌ من السّحر، فلذلك أورده المصنِّف في هذا الباب.

وأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنّ المصدِّق بالسّحر - ومنه المصدِّق بالنجوم - أنه لا يدخل الجنة، وهذا وعيدٌ شديد، قد لا يدخل الجنة لكفره، وقد لا يدخلها لمعصيته.

وهذا من أحاديث الوعيد التي تُجرى على ظاهرها ولا تُفسَّر.

والشاهد منه قوله: «مُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ» الذي منه التنجيم.

وعلى كل حالٍ؛ فالواجب على المسلم أن يحذَر من هذه المشكلة، وهي مسألة التنجيم التي لا يزال شرُّها موجودًا في النّاس.

***


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (5642).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3905)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2000).