والله جل وعلا يقول
للرحم في الحديث القدسي: «مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَكِ
قَطَعْتُهُ» ([1])، وفي هذا الحديث
أنه لا يدخل الجنة. وهذا وعيدٌ شديد.
والثالث: «مُصَدِّقٌ
بِالسِّحْرِ» وهذا محلُّ الشاهد من الحديث.
فإنْ قلتَ: الحديث
في مصدِّق السّحر، والباب في باب التنجيم، فما المناسبة؟
قلنا: نعم التنجيمُ
نوعٌ من السّحر؛ لما يأتي في الحديث: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ النُّجُومِ
فَقَدِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ، زَادَ مَا زَادَ» ([2])، فالتنجيمُ نوعٌ من
السّحر، فلذلك أورده المصنِّف في هذا الباب.
وأخبر النبيُّ صلى
الله عليه وسلم أنّ المصدِّق بالسّحر - ومنه المصدِّق بالنجوم - أنه لا يدخل
الجنة، وهذا وعيدٌ شديد، قد لا يدخل الجنة لكفره، وقد لا يدخلها لمعصيته.
وهذا من أحاديث
الوعيد التي تُجرى على ظاهرها ولا تُفسَّر.
والشاهد منه قوله: «مُصَدِّقٌ
بِالسِّحْرِ» الذي منه التنجيم.
وعلى كل حالٍ؛
فالواجب على المسلم أن يحذَر من هذه المشكلة، وهي مسألة التنجيم التي لا يزال
شرُّها موجودًا في النّاس.
***
([1])أخرجه: البخاري رقم (5642).
الصفحة 10 / 482