×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الثاني

 عن الأذى، فإذا فقد العقلَ صار أحطَّ من البهيمة، فيؤذي، ويضيِّع أخلاقَه ومصالحَه ومصالحَ غيرِه، فلذلك زجر الله عن شُرب الخمر، ووضع لها حدًّا في الدنيا ووعيدًا في الآخرة، فأخبر أنه لا يدخل الجنة، فهذا وعيدٌ شديد.

والثاني: «قَاطِعُ رحِمِ» والرَّحِم هي: القرابة من جهة الأب، أو من جهة الأم.

وصلةُ الأرحام واجبةٌ في الإسلام بعد بِرِّ الوالدين، وهم: الأولادُ وأولادُهم، والإخوةُ والأخواتُ وأولادُهم، والأعمامُ والعمّاتُ وأولادُهم، والأخوالُ والخالاتُ وأولادُهم، والآباءُ والأجدادُ.

فأول من تَجبُ صلتُه: الوالدان بالبرِّ بهما، ثمّ الأولاد، ثمّ الإخوة وأولادهم، ثمّ الأعمام والعمّات وأولادهم، ثمّ الأخوال والخالات وأولادهم، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ [النساء: 36]، ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ [الإسراء: 23] إلى قوله تعالى: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ [الإسراء: 26].

فالقربى لها حقٌّ واجب، ومن قطع هذا الحقّ فإنه يكون قاطعًا للرحم، وقاطعُ الرحم مرتكبٌ لكبيرة من كبائر الذنوب، وملعونٌ في القرآن، كما قال تعالى: ﴿فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ ٢٢ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ [محمد: 22- 23].


الشرح