النوع الأول: تعليقٌ بصيغة الجزم،
مثل هذا الأثر: «قَالَ قَتَادَةُ»، «قَالَ فُلاَنُ».
النوع الثاني: تعليقٌ بغير صيغة
الجزم، كأن يقول: «يُروى عن فلان»، فهذا يسمّى تعليقًا بغير صيغة الجزم، وهو أقل
درجةً من الأول.
وقد جاء الحافظ ابن
حجر رحمه الله فذكر أسانيد هذه المعلّقات في «الْبُخَارِيّ َ» كلِّها،
استقصاها في كتاب سمّاه «تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ»، يتكوّن من ثلاثة مجلّدات
ضخمة، وقد طبع الكتاب والحمد لله.
قوله: «قَالَ
قَتَادَةُ» قتادة هو ابن دِعامة السَّدُوسيّ، الإمام الجليل في التفسير والحديث
وغيره.
«خَلَقَ اللَّهُ
هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاَثٍ» يعني: لثلاث حِكَم.
الفائدة الأولى: «زِينَةً
لِلسَّمَاءِ» كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ﴾ [الملك: 5] لأنها سُرُجٌ تتلألأ،
قال تعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ﴾ [الصافات: 6].
الفائدة الثانية: «وَرُجُومًا
لِلشَّيَاطِينِ» وذلك لأن الشياطين يحاولون استراقَ السمع من الملائكة في
السماء، ويأتون بما يسترقونه إلى الكُهّان من بني آدم، ولكن الله جل وعلا حَفِظ
السماء بهذه الشُّهُب التي تنطلق من هذه الكواكب فتُحرِق هذا الماردَ فتُهلكه،
خصوصًا عند بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم؛ فإنها حُرست السماء بالشهب، كما قال
تعالى عن الجن: ﴿وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن يَسۡتَمِعِ
ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا ٩ وَأَنَّا
لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ